التحدث إلى نفسك بصوت عالٍ: ما يقوله علم النفس

  • تشير الأدلة إلى أن التعبير عن الأفكار لفظيًا يمكن أن يقوي الذاكرة والانتباه والتنظيم العقلي.
  • في مرحلة الطفولة، يعد الحديث مع النفس جزءًا من التعلم ويوجه السلوكيات والمهارات الحركية.
  • يوصي الخبراء باستخدامه كأداة للتنظيم الذاتي العاطفي إذا لم تكن هناك أعراض أخرى.
  • إذا كان مصحوبًا بالهلوسة أو الانزعاج الشديد أو يؤثر على الحياة اليومية، فمن المستحسن استشارة الطبيب.

عادة التحدث مع نفسك بصوت عالٍ وعلم النفس

على الرغم من أنه كان يُنظر إليه بعين الريبة لسنوات، التحدث مع نفسك بصوت عالٍ ليس في حد ذاته علامة على اضطراب. تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن هذه العادة يمكن أن تساهم فوائد معرفية قابلة للقياس، مثل تحسين إدارة الانتباه أو زيادة فعالية الذاكرة، طالما لم يكن ذلك مصحوبًا بعلامات تحذيرية.

تشير العديد من الأعمال في علم النفس المعرفي إلى أن التعبير عما نفكر فيه يساعد الدماغ على التركيز على المهمة وتنظيم المعلومات. تُظهر دراسات نشرها باحثون مثل غاري لوبيان من جامعة ويسكونسن أن تسمية ما نراه بصوت عالٍ تسريع عملية البحث عن الكائنات والتعرف عليها في الاختبارات البصرية.

ماذا يقول العلم عن التعبير اللفظي عن الأفكار

عندما نعبّر بكلماتٍ عمّا نفعله، نُنشئ دليلاً مسموعاً يُعزّز الانتباه والذاكرة العاملة. في الاختبارات المعملية، أولئك الذين... تسمية بصوت عال إن المحفزات التي يلاحظونها تميل إلى تحديد مكانهم قبل أولئك الذين يظلون صامتين، وهو التأثير الذي يمكن تفسيره لأن اللغة ينشط التمثيلات البصرية التي تسهل عملية التعرف عليها.

وتتناسب هذه الظاهرة، التي وصفها متخصصون مثل لوبيان في المقابلات والمنشورات، مع فكرة أن الكلام الموجه للذات هو آلية التنظيم الذاتي المعرفي:إنها ليست غير عقلانية، بل هي استراتيجية لتصفية المشتتات، وتحديد الأولويات، والحفاظ على التركيز على ما هو ذي صلة.

علم نفس التحدث بصوت عالٍ مع النفس

الطفولة كدليل على الحوار مع الذات

عند الأطفال يكون واضحا جدا: التحدث مع بعضهم البعض بصوت عالٍ أثناء اللعب أو التعلم إنه جزء من التطور الطبيعي. هذا الحديث الذاتي يوجه الأفعال، ويرتب التسلسلات، ويسهل التحكم الحركي، بحيث يحسن أداء المهام ويدعم اكتساب المهارات.

من خلال الممارسة السريرية، يؤكد المعالجون النفسيون مثل آن ويلسون أن الحوار مع الذات يمكن أن يكون موردًا مفيدًا: في غياب محاور خارجي، تحويل إلى كلمات إن ما نشعر به ونفكر فيه يساعدنا على معالجة المشاعر وتوضيح الشكوك واتخاذ قرارات أكثر هدوءًا.

وعلى نفس المنوال، أكدت أصوات مثل صوت عالمة النفس باتريشيا روسيلو أن هذا أمر خطير. السلوك الصحي عندما لا يكون مرتبطًا بعلم الأمراض: التحدث بصوت عالٍ يمكن أن يخفف التوتر وينظم الأفكار ويعزز التعلم، طالما لا توجد الأعراض المصاحبة المثيرة للقلق.

فوائد التحدث مع نفسك بصوت عالٍ

فوائد التحدث مع النفس بصوت عالٍ

وتشمل التأثيرات الإيجابية الأكثر تكرارًا في الأبحاث ما يلي: تعزيز الذاكرة والتفكير بشكل أكثر تنظيماً ومرونة أكبر في حل المشكلات من خلال القدرة على "الاستماع" إلى البدائل وتقييم الخيارات بشكل صريح.

  • تعزيز الذاكرة: تكرار المعلومات بصوت عالٍ يسهل عملية الترميز والاسترجاع.
  • تخطيط أكثر وضوحًا: تعمل اللغة كسقالة لـ خطوة خطوة والأولويات.
  • حل المشكلات: إن إخراج الشكوك إلى حيز الوجود يسمح بإجراء مقارنات أكثر موضوعية للحلول.
  • الرفاهية العاطفية: يمكن للحديث الذاتي أن يساعد تقليل التوتر والقلق عند معالجة العواطف.
  • الثقة بالنفس والتحكم في النفس: الاستماع إلى خطة العمل الخاصة بك يعزز الانضباط الذاتي.

ومن بين الأبحاث التي يتم الاستشهاد بها بشكل متكرر دراسة غاري لوبيان ودانيال سوينجلي، المنشورة في مجلة علم النفس التجريبي الفصلية، والتي تلاحظ أن الكلام الموجه ذاتيًا يحسن الأداء في مهام البحث البصري، مما يدعم الأطروحة القائلة بأن اللغة توجه الإدراك.

عندما يمكن أن تكون علامة تحذير

كما هو الحال مع أي عادة، السياق مهم. إذا ظهر التحدث بصوت عالٍ جنبًا إلى جنب الهلوسة السمعية، اضطراب شديد في التفكير أو ضعف وظيفي، قد يكون جزءًا من الحالات الذهانية. أشار متخصصون، مثل الدكتور سانشيز مينيانو، إلى أن المونولوجات في هذه الحالات قد تكون استجابةً لـ الأصوات المتصورة وتتطلب التقييم السريري.

من المستحسن طلب المساعدة المتخصصة إذا كان الحديث الذاتي مصحوبًا بعلامات مثل انزعاج شديد أو استمرار التدخل في الحياة اليومية. تشمل العلامات التحذيرية الأخرى الأفكار الوهمية، والانسحاب غير المرغوب فيه بشكل ملحوظ، تغيرات مفاجئة في السلوك وفقدان الاتصال بالواقع.

كيفية ممارستها بطريقة صحية

إذا اخترت استخدام الحديث الذاتي كأداة، فحاول أن تجعله ملموسة وودية وموجهة نحو العملعلى سبيل المثال، قم بوصف الخطوة التالية، وقدم لنفسك تذكيرات لفظية موجزة، وتجنب الوقوع في حلقات النقد الذاتي.

  • استخدم عبارات قصيرة لتوجيه المهام: "أولاً هذا، ثم ذلك".
  • استخدم نبرة محايدة أو داعمة، دون توبيخ أو تصنيفات عالمية.
  • حوّل المخاوف إلى خطوات: "ماذا يمكنني أن أفعل الآن؟"
  • خصص أوقاتًا وأماكن تشعر فيها بالراحة للتمرين.
  • إذا لاحظت أن القلق يزيد أو يعيقك، توقف وتنفس قبل الاستمرار.

بعيدًا عن كونها نادرة، تحدث بصوت عال يمكن أن يعمل بمثابة "سقالة" عقلية تعمل على تحسين الانتباه والذاكرة والوضوح العاطفي؛ وكما يحذر علم النفس، فإنه لا يُعتبر مشكلة إلا عندما يرتبط بأعراض كبيرة أخرى أو يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية.

التحدث في الأماكن العامة
المادة ذات الصلة:
كيفية التحدث أمام الجمهور بنجاح: التقنيات والنصائح العملية